لماذا نشتاق للنرجسي رغم الألم؟

 

قد يبدو الأمر غريبًا: كيف نشتاق لشخص جرحنا، قلل منّا، وربما كسرنا؟

لكن الحقيقة النفسية المعقدة تقول إن الاشتياق لا يعني دائمًا أن العلاقة كانت صحية… بل أن شيئًا ما في أعماقنا لم يُفهم بعد.

الاشتياق ليس دائمًا للحب… بل للإحساس

نشتاق أحيانًا للشعور الذي منحنا إياه النرجسي في البداية: أن نكون مهمين، مرئيين، مرغوبين.

هذا الإحساس لا يعود منه… بل منا. نحاول استعادته من خلال الشخص نفسه، رغم علمنا أنه لم يعد موجودًا كما كان.

الإدمان العاطفي: عندما يتحول الأذى إلى تعلق

العلاقات النرجسية تعتمد على النمط المتقلّب: لحظة دفء، بعدها برود… مديح، ثم نقد… قرب، ثم انسحاب.

هذا النمط يولّد ما يُسمى بـ "الإدمان العاطفي المتقطع"، حيث يبقى الدماغ منتظرًا للحظة الحنان التالية، مهما تأخرت.

نشتاق للصورة، لا للواقع

غالبًا، نشتاق لنسخة الشخص التي تمنّينا أن تكون حقيقية. نشتاق لوعوده، للسيناريو الذي بنيناه في خيالنا… لا للشخص الذي جرحنا فعليًا.

الحنين هنا ليس له، بل لما أردناه أن يكون.

ماذا نفعل بهذا الاشتياق؟

  • لا تقمعي الشعور… افهميه.
  • اسألي نفسك: ما الذي أشتاق له فعلًا؟ الأمان؟ الاعتراف؟ الحضور؟
  • ذكّري نفسك: بعض الاشتياق ليس علامة حب… بل علامة عدم شفاء.

وما يُفهم… يُشفى.

خاتمة

ليس كل شوق يستحق أن يُلبّى، وليس كل حنين يدل على أن العلاقة كانت حبًا.

بعض العلاقات تترك داخلنا صوتًا يريد التفسير… لا العودة.

تعليقات

لا توجد تعليقات بعد